هوّ فيه مشاكل فى بعثة المنتخب المصرى ؟!
الإجابة التى ينتظرها منى الجميع لا أرد عليها وأتحدث فى أمور كرة القدم؛ لأن المنتخب المصرى هنا فى بورت جانتيه الجزيرة التى يقيم فيها الفراعنة، جاء ليشارك فى بطولة لكرة القدم وليس للحديث عن المشكلات، ولكن لكثرة الأسئلة والتى تأتى بشكل متكرر، قررت أن أرد على السؤال بإجابة وحيدة: آه فيه مشاكل، وهل من المعقول أن معسكرًا لمنتخب كبير مثل المنتخب المصرى يشارك فى بطولة كبيرة، وهناك 23 لاعبًا يمثلون الفريق، منهم 11 لاعبًا فى الملعب، و12 خارجه، منهم حارسا مرمى غادر منهما أحمد الشناوى للإصابة، فبقى 11 فى الملعب ومثلهم على دكة البدلاء.. يمر دون مشكلات؟! ولكن ما المشكلات التى تحدث عنها الإعلام لنحكى عنها مشكلةً مشكلة بحُكم قربى من معسكر الفريق وقربى الأكثر من الأطراف التى قيل إنها كانت سببًا فى الأزمات؟ والحقيقة أنه لا أزمات بالمعنى المفهوم، ومثلاً لم يشتبك لاعبو مصر مع لاعبى غانا فى التدريب، والحقيقة أنه لم يلتقِ لاعبو المنتخبين إلا فى ممر غرف الملابس المؤدى إلى أرضية ملعب بورت جانتيه قبل اللقاء بثوانٍ معدودة، ولكن هناك مَن يرى كل شىء صغير ويجعل منه شيئًا كبيرًا.
أما المشكلات الكبرى فكانت أزمة شريف إكرامى لاعب الاهلى والكابتن أحمد ناجى. والحقيقة أن الكابتن ناجى قال لى هذا الكلام حرفًا ونصًّا قبل لقاء أوغندا، ولكن سياق الحديث والنيات هى التى تكشف كل شىء، فعندما سألته عن حقيقة إصابة شريف إكرامى، رد -ببساطة-: شريف مش مصاب، هو لو مصاب كان نزل التدريب بعد 3 أيام وأكمل بعدها، شريف ماعندوش لا مزق ولا شد، كان عنده ألم بسيط فى العضلة وخَف.
هذا هو الرد الذى قاله ناجى فى كل الأماكن الممكنة وغير الممكنة، ولكن قُطع الكلام على طريقة «لا تقربوا الصلاة» أحدث أزمة دون داعٍ، وانتهى الأمر تماما بتوضيح من كوبر، ولكن لأن الأزمة انتهت سريعًا، فكان الحديث عن أن شريف إكرامى لا يتحدث مع أحمد ناجى فى التدريبات، وكأن المدرب واللاعب يبقيان فى التدريب للسمر والحديث الجانبى! والطريف أن كل اللاعبين يكون بينهم وبين مدربيهم حديث فى المران إلا حراس المرمى فكل التدريبات تتطلب التركيز والاهتمام بتحركات الكرة أكثر من تعليمات المدرب.
أما الأزمة الأخرى فكانت أزمة رمضان صبحى الذى قيل إنه سيتم ترحيله، والحقيقة أنه بالفعل كانت هناك أزمة كبيرة بعد انتهاء لقاء أوغندا، وأن المدير الفنى هيكتور كوبر كان عنيفًا جدا مع اللاعب ولكنه لم يطلب ترحيله، وكلام كوبر لمساعديه كان أنه فعل ذلك من أجل الحفاظ عليه لأنه موهبة فذة يجب الحفاظ عليها، ولو لم يتعلم من أخطائه فى هذه السن لن ينصلح ولن يُكمل مشواره مع الاحتراف؛ لأنه -على الأقل- أمامه عام أو أكثر من أجل أن يلعب فى التشكيل الأساسى لستوك سيتى، أو أى نادٍ آخر من الممكن أن ينتقل إليه، ولذلك فعليه الالتزام، ولو فعل ما فعله عند تغييره فى لقاء أوغندا فى أى مباراة من مباريات الدورى الإنجليزى، فلن يلعب مرة أخرى على الأراضى الإنجليزية، وله فى صديقه ومثَله الأعلى حسام غالى، قدوة حسنة.
ورغم تضخيم الإعلام والصحافة لتلك الأزمات، فإنها لم تأخذ إلا دقائق فى معسكر الفريق، والحقيقة أن هناك حالة من الحب والألفة بين لاعبى المنتخب، والأكثر من ذلك أن أهم لاعب فى معسكر الفريق هو حمادة طلبة الذى سافر إلى الجابون تكريمًا له على أنه كان السبب الرئيسى فى الصعود، ولكنه الأقرب لكل لاعبى المنتخب، وربما يكون القائد الثانى فى الفريق بعد الأسطورة عصام الحضرى.
اهتموا بكرة القدم فقط، شاهدوا التطور الكبير الذى أصبح عليه منتخب مصر، لا تحكموا على الفريق من مرآة الأهلى والزمالك فقط، شجِّعوا العلَم الذى يرتديه كل لاعبى مصر وانسوا تمامًا كل ما يُقال؛ لأن الـ90 دقيقة هى الحكم، وهى التى تقول عن حالة الفريق وعن الانقسام، والحقيقة أن الـ11 الموجودين على دكة البدلاء كلهم من الممكن أن يشاركوا ويحققوا نتائج رائعة، ولكنها وجهة نظر المدير الفنى، وكل لاعبى الفريق فى حالة بدنية ومعنوية رائعة، ومَن تُطلَب منه المشاركة يكُن الأفضل. وما فعله أحمد المحمدى فى لقاء غانا خير دليل، بل إنه أصبح مثار حيرة المدير الفنى كوبر فى لقاء المغرب فى حال التأكد من مشاركة عبد الشافى، فكيف يعود المحمدى، وهو نجم لقاء غانا، إلى دكة البدلاء؟!
بعد كل هذا التوضيح أتمنى أن يتوقف سؤال كل مقدمى البرامج وكل المشاهدين والـ90 مليون مصرى عن مشكلات اللاعبين، وأن تتوقف الأسئلة عند الحالة الفنية وطريقة اللعب أو الحقيقة. توقفوا تمامًا حتى نعبر المغرب وبعدها افتحوا البرامج للصبح.
العرض العادي
