تنزيل كتاب الثقافة والمقاومة pdf

[idccard]

تنزيل كتاب – الثقافة والمقاومة pdf






[IMG]https://www.1000lela.com/wp-*******/uploads/2017/08/2.png[/IMG]
تشكل تلك اللقاءات امتداداً لخطاب إدوارد سعيد في كتابته وأحاديثه ومحاضراته تلك التى ألقاها في أمكنة متعارضة وأزمنة متعارضة، وهو خطاب يتناول قضايا مهمة في الحياة الفكرية والسياسية.
في تقديمه لهذا الكتاب يذكر لنا ديفيد بارساميان أن السؤال الأول ذلك الذي استقبله به إدوارد سعيد في مكتبه بجامعة كولومبيا كان: “هل عندك إستفسارات وجيهة؟”، ثم يذكر لنا أن التوتر ذلك الذي كان يعتريه قبيل لقائه بمضيفه ربما تبدّد واختفى فحسب حينما ألقى بارساميان مقاطع من شعر محمود درويش، حينئذ فحسب انطلق إدوارد سعيد في الحديث ذلك الذي تم إلى إجابات تلقائية، من دون مراجعة للإستفسارات أو إجراء تمرينات عليها.
وبما يذكرنا ذلك اللقاء بداية بقصة البحّار القديم في قصيدة كوليدج الشهيرة The Rime of the Ancient Mariner. تلك التى تحكمي قصّة بحّار قديم أتى من أقاصي الأرض محمّلاً بالتجربة والحكمة وهبط إلى عالم الناس. وفي الليل التقى برجل كان في طريقه لحضور حفلة زفاف فاستوقفه ليقصّ عليه حكايته, تردّد الرجل في البداية لأن كان على موعد مع حفلة الزفاف، كلنّه سرعان ما وجد نفسه مسمراً في حضرة ذلك الملاّح. ولشدة ما أبدع الملاّح في سرد الحكاية وجد ا لرجل نفسه مأخوذاً ومشدوداً لسماع القصّة قبل أن يواصل سيره إلى العرس, وما إن تم البحّار من رواية قصته حتى شعر الضيف أن مشاعره ربما تغيرت. وهكذا، تنتهي القصيدة باخر تلخّص تجربة إنسانية تتعدى حدود الزمان والمكان: أفاق الرجل في صبيحة اليوم التالي وقد صار أكثر حزناً وحكمة.


إدوارد سعيد هنا أشبه بالملاّح القديم ذلك الذي أتى إلى ذلك العالم من دون هوية محددة (وقد ذكر ذلك عن نفسه في غير مناسبة). وقد يكون ما دعا البروفيسور جورج شتاينر إلى القول: “إن إدوارد سعيد نصّ مفتوح على العالم”. أحيانا وجد إدوارد نفسه مثل البحّار القديم، يحمل قصّة أزلية تلح عليه بأن يبحث عن راوٍ لها من بعده لينقلها إلى العالم بكل ما فيها من أثر وتأثير ياسر المتلقي إثر سماعها فيتبناها طوعاً.
هنا، كان المتلقي هو بارسميان ذلك الذي صار أسير الأجوبة الوجيهة تلك التى أثارتها الإستفسارات الوجيهة، والتي أثارت بدورها قصة الأزل وأخرجتها من جعبة الراوي. هل أدرك بارساميان لماذا أمل إدوارد سعيد أن تكون أسئلته وجيهة، وأن سؤاله عن طبيعة تلك الإستفسارات أشبه بحديث عابر، من دون أن يكون لديهم إستفسارات وجيهة ومن دون وعي مسبق منهم بأن إدوارد سعيد هو رجل الأزل؟ معظم الظن أن بارساميان كان على وعي بذلك بدليل أنه يبدأ مقدمته باقتطاف قول إدوارد سعيد: “لم أستطع أن أعيش حياة ساكنة أو غير ملتزمة، ولم أتردد في إعلان انتمائي والتزامي بواحدة من أقل القضايا شعبية على الإطلاق”.
وأكثرا من ذلك فإن بارساميان أدرك مثلما أردك إدوارد سعيد من قبله أن قضية فلسطين تلك التى التزم إدوارد بها طوعاً هي أشبه بالأم الثكلى تلك التى لا بواكي لها مثل بقية الأمهات. وما إن يبدأ بارساميان بإلقاء مقاطع من شعر محمود درويش حتى يوقن إدوارد سعيد أن مقابله ليس في غفلة عن ثقافة القضية وشعبها، وأنه بعكس الآخرين، إنما يحمل إستفسارات وجيهة, وعديداً ما اشتكى إدوارد سعيد من كثرة الذين قدموا للتحدث معه دون إلمام بأي شيء له علاقة بالتزامه وانتمائه. وعلى أي حال فإن بارساميان يتفوق على ضيف البحّار القديم لأنه ما كان في حاجة إلى إلحاح البحّار حتى يوقفه ويروي عليه روايته، إذ يكتفي البحّار هنا بلفتة سريعة تضمنتها تلك الإشارة إلى إستفسارات وجيهة.
The post الثقافة والمقاومة appeared first on عصير الكتب.
حمل من هنا



المصدر
تنزيل كتاب الثقافة والمقاومة pdf

[ali]

اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم