هل كل إنسان سعيد..؟؟
هل هناك إنسان غير سعيد..؟؟
هل السعادة شئ مستحيل الحصول أو الوصول إليه..؟!
هل السعادة شئ مادي..تباع ..فتشترى..!!
أم معنوية.. نعيشها..فنشعر بها..؟!!
---
كثيراً ما أسبح في تفكيري و أبحث بمفهوم السعادة.. و أفكر هل هي مادية أم معنوية.. بلا شك هي شعور..اذا معنوية..
و لكن من أين نحصل عليها؟؟ و كيف نحصل عليها ؟؟
خطر على ذهني مواقف كثيرة مررت بها .. فتوقفت و "فككتها" و تأملتها .. و أظن كل الظن أني وجدت الإجابة..
لكـــــــــــن
أود أن تعيشوا معي هذه المواقف أو لنقل التأملات لتصلوا معي بقناعاتكم إلى الإجابة التي وصلت أنا إليها..أم لغيرها..لا يهم.. أهم ما يهم هو أن تصلوا لإجابة منطقية
أول ما خطر عليّ.. تلك الإنسانة الضعيفة.. المسكينة "بنظرنا".. التعيسة أو الحزينة "بنظرنا"..
الخادمــــــــــة
لم أفكر من قبل.. أنها إنسانة.. نفسنا.. تعيش..تفكر.. تحلم..تتخيل..تخطط..تعمل.. و تعمل لهدف كذلك.. تعمل لجمع المال..إما لبناء بيت أحلامها..أو لتسديد رسوم مدرسة أبنائها أو أحد أبنائها.. ممكن لا تطلق عليها مصطلح "هدف" كما نطلق نحن.. و لكن لديها معنىً لحياتها..تعيش لأجله.. غير ذلك.. فهي لها شخصية خاصة بها.. لها صفات مميزة ايجابية و اخرى سلبية أو نقص بجانب اخر بشخصيتها.. نفسنا تماما.. ممكن يستغرب القارئ و يقول أني أبالغ.. و لكن هذه حقيقة لم ألاحظها من قبل.. و ان كنتم لاحظتموها قبلي..فهنيئا لكم.. كنت أظن أن الخادمة وجدت لتعمل و تخدم فقط.. !!
خادمتنا.. نــور.. علمتني الكثير.. من غير أن تعلم.. فيها ما يميزها الكثير.. فوالله أول ما لاحظت بشخصيتها.. أنها قيادية.. و مبادرة كذلك.. فعلاً أتكلم بجد.. فإدارتها للمطبخ و تقسيمها للطعام لباقي الخادمات و توزيع المهام..حقيقة تبهرني.. و كذلك .. عندما يُطلب منها شئ فأبدا لا تؤديه كما طُلِب..دائما ما تضيف عليه لمستها و طبعتها الخاصة.. و "تبدع" كذلك.. ليس المقام هنا ان اذكر قصة نور .. ولو اردتم سأفرد لها بوست كامل..تستحق ذلك فعلاً
موقف آخر خطر عليّ.. ذات يوم ذهبت مع أختي للخياط.. دخلت المكان..ضيّق جدا.. و مكتظ بالملابس و الأقمشة و الكتالوجات.. و كانت أول زيارة لي لهذا المحل.. فطلبت أختي ما تريده منه مع ترددها و خوفها بان لا يتقنه.. و أخذ يشرح لها ما سيقوم بخياطته و هو واثق تمام الثقة بمهارته في إتقان المطلوب.. و كان يشرح باستمتاااع .. و هو مبتسم.. كأن لما أحد يطلب منك التحدث عن نفسك و مهارتك بشئ معين.. فستتحدث بطلاقة.. و هذا يدل انه مستمتع بمهنته و حقا له تاريخ معروف هذا الخياط على الساحة النسائية 
و أيضا موقف يتكرر كل يوم .. و أعتقد ما من أحد إلا مر عليه.. بائع المثلجات -يعني الآيس كريم- تقريبا يقف ما يقارب 9 ساعات يومياً .. حتى الجمعة.. من 9 ص إلى 6 م !! بالصيف.. من شهر يونيو تقريبا..الشاهد انك عندما تبتاع منه المثلجات يقوم بخدمتك و هو مبتسم و فرحان و كأن الآيس كريم له و ليس لك.. ادري ان قبض كم فلسين.. لكن و الله بعضهم يتفنن بالخدمة.. يلفلك الآيس كريم بكلينكس..ياي!! تخيل!! و ما يحرق الأعصاب و يدمي القلب.. نحن يامن جلسنا بالسيارات المغيمة..و هواء التكيف البارد "يهفهف" علينا و "مبوزين و عاقدين النونه"! – الحمدلله و الشكر-
أختم بهذا الموقف.. مررت ذات يوم بالتأمينات الاجتماعية .. و هناك لديهم خدمة توصيل من مواقف السيارات إلى المدخل الرئيسي للتأمينات ؛ عن طريق "سيارات جولف" .. المهم أن ركبت واحده من تلك السيارات و ذاك اليوم كان شديد الهواء و الغبار.. و المواقف في براحة..و سائق السيارة عربي و أخذني من سيارتي بالضبط.. و ركبت معنا طفلة مع والدتها.. والله كان غبار شديد..الواحد منا مزاجه واصل حده .. المهم..ان السائق كان متحمس جدا.. و يضحك و يلاعب الطفلة و بطريقنا وقفنا و أركبنا معنا رجل مسن فأخذ السائق يرحب به و يسأله عن حاله و صحته.. و هو مبتسم و لا أبالغ ان قلت انه كان يضحك كذلك..و كأنه عايش في نعيم..و هو كذلك و الله.. أما أنا .. فما ان نزلت من السيارة إلا مزاجي تغير.. فعلا أثر فيني.. و نقل لي "طاقته الإيجابية" كما يقولون علماء العلم الحديث..!
بعدها.. عرفت و تيقنت أن الشعور بالسعادة و الراحة لا يأتي أبدا بالمنصب الذي يشغله الإنسان.. أو بالمهنة التي يزاولها.. ولا بالبيت الذي يملكه.. بل يأتي من الداااااخل ... من شعوره بالرضا على رزقه الذي كتبه الله له .. من وجود معنى أو هم يسعى و يعيش من أجله
السعـــــــادة .. لا تباع .. فنشتريها
السعـــــــادة .. غير مفقودة..فنبحث عنها
السعـــادة .. نحن نصنعها
و نحن نعيشهـــــــــــــا
كما نشــــاء
و متى نشـــــاء
منقول
10-09-2008, 11:31 PM
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
