«الجول نصف الفرقة».. جملة صحيحة يعبر عنها الحارس المتألق حاليًّا شريف إكرامى الذى يسعى لاستكمال مشوار والده إكرامى الكبير «وحش إفريقيا» من خلال الوجود كحارس أساسى فى النادى الأهلى والمنتخب الوطنى المصرى.
قبل أن نتحدث عن تألق شريف إكرامى فى الموسم الحالى مع النادى الأهلى، نريد أن نذكر الجماهير المصرية بالموسم الماضى والمستوى السيئ لمركز حراسة المرمى الذى عانى منه جمهور القلعة الحمراء فى بطولة إفريقيا وفى فترات طويلة فى الدورى العام الممتاز، وهو ما جعل حارس الأهلى شريف إكرامى موضع سخرية وتهكم العديد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى تربص الجماهير المنافسة له ووقوفهم له بالمرصاد فى كل كبيرة وصغيرة، حتى إن المدير الفنى السابق للقلعة الحمراء «مارتن يول»، كان يعلق على أدائه فى المؤتمرات الصحفية، وهو ما جعل إدارة النادى الأهلى تفكر فى التعاقد لحارس يستطيع حماية عرين القلعة الحمراء وبالفعل تعاقدوا مع محمد الشناوى بمقابل ثلاثة ملايين جنية لنادى بتروجت.
وتزامن مع هذه الأحداث تألق الشناوى فى الزمالك ومشاركته أساسيًّا مع منتخب مصر، وحتى عندما اهتز مستوى الشناوى كان الحضرى يشارك أساسيًّا ولا يشارك إكرامى طوال هذه الفترة الماضية وحتى الآن.
كل هذه العوامل قادرة على النيل من عزيمة أى لاعب، خصوصًا أن كل هذه الأحداث متلاحقة، ولكن ما حدث أن إكرامى ظل الحارس الأول للأهلى فى ظل وجود الحارس الجديد، بل إنه يقدم مستوى هو الأقوى حاليًّا من بين كل الحراس المشاركين فى الدورى العام الممتاز، حيث إنه شارك حتى الآن مع النادى الأهلى هذا الموسم فى 12 مباراة من أصل 13 مباراة، واستقبلت شباكه ثلاثة أهداف فقط منها هدف ركلة جزاء، وحافظ على شباكه فى 10 مباريات، وتصدى لركلتى جزاء، بل إنه من ضمن العوامل الأساسية لتربع الأهلى على عرش بطولة الدورى حتى الآن.
شريف إكرامى لو استمر على هذا الأداء وفى ظل حالة التخبط التى يعانى منها الزمالك وكذلك هبوط مستوى عصام الحضرى فى الفترة الأخيرة فمن المؤكد أنه سيكون الخيار الأول لهيكتور كوبر فى المنتخب الوطنى، ويستطيع من خلال هذا الوجود أن يصنع لنفسه تاريخًا أكبر من الذى هو عليه حاليًّا، خصوصًا بعد ما أظهر شخصيته القوية فى التصدى للهجمات الخطرة بثقة نفس وهدوء أعصاب وآخرها ما حدث فى مباراة المقاصة فى الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافى وتصديه لركلة الجزاء من أحمد الشيخ بكل براعة ليخرج الأهلى منتصرًا على المقاصة فى مباراة هى الأصعب له منذ بداية الدورى.
ما يفعله شريف إكرامى حاليًّا هو الأمر الطبيعى والمنطقى لكل لاعب يسعى للنجاح، حتى لو كان المستوى الفنى تراجع وهناك ضغوطات جماهيرية وإعلامية، فبالتركيز والاجتهاد فى التمرين تستطيع أن تتخطى كل ذلك وأن ترد داخل الملعب فقط؛ ولذلك نتمنى من إكرامى أن يكون وحش إفريقيا الجديد.
العرض العادي
