يُشابه المصريون بعض المواقف والأحداث التي تمر بهم على مدار حياتهم اليومية ببعض الأمثال الشعبية، من بينها وأكثرها شيوعًا وانتشارًا هو "7صنايع والبخت ضايع"، هذا المثل الذي يُطلق على الشخص من لديه العديد من المواهب والقدرات، ولكن وبالرغم من ذلك فإنه لا يمكنه النجاح وإثبات الذات والتألق حتى مع موهبة واحدة فقط، وبالتالي يُصبح مُشتتًا أو بالأصح كما يُقال عليه "قليل البخت".
ما سبق لا ينطبق نهائيًا على لاعب منتخب مصر أحمد فتحي لاعب الاهلي وتحديدًا خلال مبارايات بطولة الأمم الإفريقية المُنتهية مؤخرًا، فقبل بدء البطولة التي أُقيمت بالجابون، وقع اختيار هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب على الظهير الأيمن للأهلي ليشغل هذا المركز مع الفراعنة، وبالفعل ومع انطلاق أولى مبارايات المنتخب بالبطولة أمام مالي، شارك فتحي كلاعب أساسي في تشكيل الفراعنة شاغلًا مركز الظهير الأيمن وظهر بشكل مقبول إلى حد ما بالنظر لحالة المنتخب عامة في تلك المباراة.
استمرت مشاركة فتحي في نفس المركز أيضًا ولكن بمستوى أعلى خلال مباراة أوغندا والتي شهدت في نهايتُها إصابة اللاعب محمد عبد الشافي الظهير الأيسر، وفي ظل وجود لاعب (جوكر) مثل فتحي لم تكن هناك مشكلة لكوبر من إشراكه في مركز الظهير الأيسر بديلًا لعبد الشافي خلال مباراة غانا المهمة والصعبة، وكعادة فتحي اللاعب صاحب الأداء الرجولي والقتالي في الملعب، تألق في هذه المباراة وكان أحد عوامل الفوز بها والصعود لدور الثمانية لمُقابلة المغرب.
وقبل مواجهة المنتخب المغربي، جاءت إصابة لاعب الوسط محمد النني لتضع كوبر في مأزق كبير نظرًا لقوة وسط ملعب المغرب وعدم تماثل محمد عبد الشافي للشفاء، فما كان من كوبر إلا أن يشرك الثنائي أحمد فتحي في وسط الملعب وكريم حافظ في مركز الظهير الأيسر، أدى فتحي دوره بشكل جيد في الوسط ولكن كانت الثغرة والخطورة على مرمى مصر تتمثل في مركز الظهير الأيسر والذي شغله فتحي بكفاءة في مباراة غانا.
ولأن فتحي هو (لاعب جوكر الأدوار الدفاعية الأول) في مصر، أشركه كوبر في هذا المركز لسد تلك الثغرة في دفاعات مصر بدلًا من كريم حافظ صاحب الخبرات الإفريقية القليلة جدًا، وبمجرد إنتقال فتحي للجبهة اليسرى لمنتخب مصر، عمل على الحد من خطورة المغرب وهو ما تحقق حتى أتى هدف الفوز والتأهل الذي أسعد ملايين المصريين.
ظل وجود وإشراك فتحي في مركز الظهير الأيسر خلال مباراة نصف النهائي أمام بوركينا فاسو ومباراة الكاميرون النهائية والتي خسرها المنتخب ليحقق المركز الثاني بالبطولة الإفريقية، ولذلك فإن وجود لاعب بمثل إمكانيات وقدرات أحمد فتحي الدفاعية المُتعددة ضمن عناصر أي فريق، يُعتبر عاملًا مفيدًا وهامًا جدًا للفريق ككل نظرًا لإجادته وتألقه المتوقع (أو على الأقل تأديته للدور المطلوب منه) بالرغم من مشاركته في أكثر من مركز.
العرض العادي
