الإخبار بظهور السيارات ووسائل النقل الحديثة
بقلم المهندس : مراد الشوابكه
من القرءان الكريم
قال الله تعالى : " والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون " النحل (8)
إن المتأمل لهذه الآية الكريمة من سورة النحل يلاحظ أن الله عز وجل ينّبهنا على مقصد مهم من وجود الدّواب وهو الركوب عليها وإتخاذها زينة ولكنه جل جلاله يخبرنا بأنه سيكونّ غيرها الكثير مما لا نعلمه وفيه دليل على ظهور وسائل نقل جديدة ويخلق ما لا تعلمون .....
من السنّة النبويّة :
قبل أن نبدأ بالحديث عن هذا الإخبار النبوي العجيب بظهور أبرز ملامح هذا العصر يجب أن نركّز على قضية غايةٍ في الأهميّة ألا وهي عدم التهاون بالسنّة النبوية أو محاولة تهميشها عن ساحة العلوم الأخرى وذلك كالقول بعدم وجود ما يتصل بها من نواحي تشريعية أو إعجازيّة ، فالجواب على من يقول مثل هذا الكلام قد جاء به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلممنبّهاً على هذه القضيّة الأساسية :
عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إنِّي أوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، ألا يُوشك رَجُلٌ شَبْعان عَلَى أريكَتِهِ يَقول : عَليكم بِهذا القُرءانْ فَمَا وَجَدْتُم فِيهِ مِنْ حَلال فأحلّوه ، وَمَا وجَدْتُم فيه مِن حَرامٍ فحَرِّموه " .حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي
فالسنّة إذن لا تقلّ أهمية عن القرءان الكريم ولا يجوز فصلهما أبدا لقوله صلى الله عليه وسلم : " ألا إنِّي أوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ " .
ومن عجائب ما أخبر عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هو ظهور ما يعرف اليوم بالسيّارات وما شابهها من وسائل النقل :
عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سَيكُونُ في آخِرِ أُمَّتِي ِرجَالٌ يَرْكَبُونَ على السٌّرُوجِ كأشْبَاهِ الرِّجالْ فَينْزِلُونَ عَلى أَبْوَابِ الَمَساجِد نِسَاؤُهُمْ كَاسِياتٌ عَارِيَات عَلى رُءوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ العِجَاف ، العَنوهُنَّ فإنَّهُنَّ ملعُوناتْ " .رواه أحمد وابن حبّان .
وفي هذا الحديث النبوي الشريف إشارة إلى ظهور هذه العلامات في آخر الزمان أي أنّه إخبار غيبي لما هو كائن لقوله صلى الله عليه وسلم : سَيكُونُ في آخِرِ أُمَّتِي ِرجَالٌ يَرْكَبُونَ......
كما نلاحظ أنّنا إذا تأمّلنا في وصف النّبي ِّصلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأقوام وربَطنا بينه وبين ما أخبر به عن حال ركوبهم وأحوالهم الاجتماعيّة نلاحظ عندها أن هناك توافقاً عجيبا بينهما ، وأنّه ينطبق تماما على ما نراه اليوم من مظاهر الحضارة الزائفة التي لا تعدو كونها بيوت عنكبوت واهنة تتراءى للحشرات بأنها منيعة لكن سرعان ما يسقطون فيها مخدوعين بِبُهرُجِهَا الزائف ، حيث تكون فيه المرأة المسلمة متبرّجة مواكِبة لأحدث صيحات التجميل وتسريحات الشعر كأسنمة البخت العجاف ، مع أنّ زوجها يصلّي في المسجد ، وفيه أيضاً دلالة على أن الدين في آخر الزمان لن يعدو كونه شعائر تؤدّى خالية من التطبيق والترابط بينها وبين مجالات الحياة الأخرى .
ومن عجيب ما وصف به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هذه المركبات ، الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه :
2568ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا ابن أبي فُدَيْك، حدثني عبد اللّه بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند قال: قال أبو هريرة:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"تكون إبلٌ للشياطين، وبيوتٌ للشياطين، فأمّا إبل الشياطين فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنيباتٍ معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها، ويمرُّ بأخيه قد انقطع به فلا يحمله، وأما بيوت الشياطين فلم أرَها". رواه أبو داود
وإذا عقدنا مقارنة بين هذا الحديث الشريف وبين ما هو في عصرنا الحالي نلاحظ وجود تشابه كبير بين ما أخبرنا به رسول الله وبين ما نراه اليوم من وسائل للنقل تكون فارغة أحياناً كثيرة ، ولكن إذا مرَّ أحدهم بأخيه المسلم لم يركبه بها ، على الرغم من وجود مُتّسع ؛ ولهذا السبب سماها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بإبل وبيوت الشياطين ، فذمّها إذن هو بسبب هذا الفعل " وهو أن لا يعين المسلم أخيه إذا أنقطعت به السبل " وليس هذا الوصف مقصود به المركب لأن العلة قد بيّنها صلى الله عليه وسلمكما تقدم .
أمّا دلالة الإعجاز الغيبي فيها هو قول الرسول صلى الله عليه وسلمعنها : " وأما بيوت الشياطين فلم أرها". وعدم رؤيتُه ُ صلى الله عليه وسلملها دلالة على ظهورها بعده صلى الله عليه وسلم، كماأن وصفه لها بالبيوت فهو دليل على كَبَر حجمها وإتِّساعها ووجود وسائل المتعة وما يحتاجه الإنسان فيها
أليس هذا دليل على صدق رسول العالم أجمع محمد صلى الله عليه وسلّم ؟
فيا أيها الغافلون انتبهوا !!! ، ويا أيها العصاة أنيبوا إلى الله وأعلنوا التوبة بين يديه قبل أن يأتي يوم لا ينفَعُ نَفْساً إيَمانُها لَم تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أو كَسَبَتْ في إيمَانِها خَيرَاً.