web statistics
فهل من متأمل ؟ - متجر أبوعلوة lj[v hf,ug,m
متجر أبوعلوة lj[v hf,ug,m

tags.

عدد  مرات الظهور : 185,999,997

العودة   متجر أبوعلوة lj[v hf,ug,m > متجر أبو علوة > الارشيف تجميع مواضيع المنتدى السابقة

الارشيف تجميع مواضيع المنتدى السابقة ارشيف قديم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-23-2008, 11:50 PM   #1
الرشيد
تربوي جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 13
فهل من متأمل ؟

د:عائض القرني.

خرج الأمير علي بن المأمون الخليفة العباسي , فأشرف من شرفة القصر ذات يوم ينظر إلى سوق بغداد... ينظر من القصور العاجية... فطعامه... شهي, ومركبه.... وطي, وعيشه... هني, يلبس أفخر الثياب ويأكل ما لذ وطاب... وما جاع يوما ولا ظميء أبدا... فأخذ ينظر إلى الناس في السوق... هذا يذهب وهذا يأتي... فلفت نظر الأمير حمالا يحمل للناس بالأجرة وكان يظهر عليه الصلاح... فكانت حباله على كتفه, والحمل على ظهره, ينقل الحمولة من دكان لآخر ومن مكان إلى مكان.

فأخذ الأمير يتابع حركاته في السوق... فعندما إنتصف الضحى ترك الحمال السوق وخرج إلى ضفاف نهر دجلة وتوضأ... وصلى ركعتين... ثم رفع يديه وأحذ يدعو... ثم عاد إلى السوق فعمل إلى قبيل الظهر... ثم إشترى خبزا فيأخذها إلى النهر فيبلها بالماء ويأكل... فإذ إنتهى توضأ للظهر وصلى... ثم نام ساعة... وينزل للسوق فيعمل... ثم يشتري خبزا... ويعود لمنزله.

وفي اليوم التالي عاد و راقبه الأمير علي... وإذ به نفس البرنامج السابق... والجدول الذي لا يتغير... وهكذا اليوم الثالث والرابع... فأرسل الأمير جنديا من جنوده إلى ذلك الحمّال ليستدعيه لديه في القصر, فذهب الجندي وإستدعى الحمال.

فقال في نفسه: مالي ومال جنود بني العباس؟ مالي ومال الخلفاء؟؟

قال الجندي: أمر الأمير أن تحضر الآن عنده... فظن المسكين أن الأمير يحاسبه أو يحاكمه...

فقال: حسبي الله ونعم الوكيل...

وهذه الكلمة هي سلاح الفقراء والمظلومين ولكنها تكسر رؤوس الطغاة فدخل الحمال الفقير على الأمير , فسلم عليه...

فقال الأمير: ألا تعرفني؟

فقال: ما رأيتك حتى أعرفك

قال: أنا ابن الخليفة...

فقال: يقولون ذلك.

قال: ماذا تعمل أنت؟؟

فقال: أعمل مع عباد الله في بلاد الله.

قال الأمير: قد رأيتك أياما... ورأيتُ المشقة التي أصابتك, فأريد أن أخفف عنك المشقة...

فقال: بماذا؟

قال الأمير: أسكن معي وأهلك بالقصر... آكلا... شاربا... مستريحا... لا همّ... ولا حزن... ولا غمّ...

فقال الفقير: يا ابن الخليفة, لا همّ على من لم يذنب , ولا غمّ على من لم يعص... ولا حزن على من لم يُسيء...

أما من أمسى في غضب الله وأصبح في معاصي الله... فهو صاحب الغمّ والهمّ والحزن.

فسأله عن أهله...
فقال: أمي عجوز كبيرة... وأختي عمياء حسيرة وهما تصومان كل يوم وآتي لهما بالإفطار ثم نفطر جميعا ثم ننام.

فقال الأمير: ومتى تستيقظ؟

فقال: إذا نزل الحي القيوم إلى السماء الدنيا.

فقال:هل عليك من دين؟

فقال: ذنوبٌ سلفتْ بيني وبين ربي.

فقال: ألا تريد معيشتنا؟

فقال: لا و الله, لا أريدها.

فقال: ولم؟

فقال: أخاف أنْ يقسو قلبي, وأن يضيع ديني.

فقال الأمير: هل تفضل أن تكون حمالا على أن تكون معي في القصر؟

فقال: نعم..

فأخذ الأمير يتأمله وينظر إليه وهو مشدوه... بعد أن ألقى عليه محاضرة عن الإيمان ودرسا عن التوحيد.

فتركه... وذهب...

وفي ليلة استيقظ الأمير بل إستفاق من غيبوبة... وأدرك أنه كان في سبات عميق وأن داعي الله يدعوه... لينتبه.

فاستيقظ الأمير وسط الليل... وقال لحاشيته: أنا ذاهب إلى مكان, وبعد ثلاثة أيام أخبروا أبي الخليفة المأمون أني ذهبت وقولوا له بأنّي وإياه سنلتقي يوم العرض الأكبر.

قالوا: ولم؟

فقال: نظرتُ لنفسي وإذ بي في سبات وضياع وضلال وأريدُ أن أُهاجرُ بروحي إلى الله.

فخرج وسط الليل وقد خلع لباس الأمراء ولبس لباس الفقراء ومشى واختفى عن الأنظار...

ولم يعلم الخليفة ولا أهل بغداد أين ذهب الأمير... وعهد الخدم به يوم ترك القصر... وأنه راكب إلى واسط كما يقول التاريخ... وقد غير هيئته كهيئة الفقراء وعمل مع تاجر في صنع الآجر.

فكان له ورد في الصباح يحفظ القرآن الكريم... ويصوم الأثنين والخميس ويقوم الليل ويدعو الله عز وجل وما عنده من مال يكفيه يوما واحدا فقط...

فذهب همه وغمه وذهب حزنه وذهب الكبر والعجب من قلبه...

' أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ' (الأنعام:122)

ولما أتته الوفاة أعطى هذا التاجر خاتمه وقال: أنا ابن الخليفة المأمون... إذا متُ... فغسلني... وكفني... واقبرني... ثم اذهب لأبي وسلمهُ الخاتم.

فغسله وكفنه وصلى عليه وقبره وأتى بالخاتم للمأمون...

وأخبرهُ خبره وحاله... فلما رأى الخاتم شهق وبكى الخليفة المأمون... وارتفع صوته... وبكى الوزراء...

وعرفوا أنه أحسن اختيار الطريق... لكنهم... لم يسيروا عليه!!

هذه قصة من قصص التاريخ.اُثبتتْ , وحفظتْ... ونقلتْ

(( قال الرشيد عفا الله عنه )) :

ديننا الإسلامي فضل الكسب مع العبادة ، واجتماع الدين والدنيا في رجل
خير على خير ، قال صلى الله عليه وسلم " نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح "
والشاعر يقول :
ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس في الرجل

الرشيد غير متصل  
قديم 06-23-2008, 11:55 PM   #2
أبوفهد
تربوي نشيط جداً
 
الصورة الرمزية أبوفهد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 279



بارك الله فيك
أبوفهد غير متصل  
قديم 06-24-2008, 12:13 AM   #3
علي العمري
أمين مصادر المرحلة الابتدائية
 
الصورة الرمزية علي العمري
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 11,052

جزاك الله كل خير

علي العمري غير متصل  
قديم 06-24-2008, 05:13 AM   #4
soso.saad
تربوي متميز
 
الصورة الرمزية soso.saad
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 3,096

جزاك الله الجنه
ونفع بك المسلمين
بارك الله فيك
نقل رائع

soso.saad غير متصل  
 

مواقع النشر (المفضلة)



Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education


Rss Rss 2.0 Html Xml Sitemap sitemap
منتديات مصادر التعلم المتخصصة,منتديات مصادر التعلم منتديات مصادر التعلم - الأرشيف إحصائيات الإعلانات - بيان الخصوصية